الإعلام المصري الجديد..وتحديات الدمج والحوكمة !!

اعجبهم مقالك 1

 

✍ بقلم .. د.خالد محسن
( نائب رئيس تحرير المساء)

الإعلام المصري أصبح في مفترق الطريق، وينتظره الكثير والكثير من التحديات بعد إتجاهات الدولة الجادة لإحداث حالة من التحول الإليكتروني الرقمي واللحاق بركب دول العالم التي تعتمد علي فكرة  الإعلام الجديد والصحافة التفاعلية التي تعتمد علي المتابعة الآنية للحدث ،ودعمه بالوسائط المتعددة من فيديوهات وصور متحركة وخرائط جوجل التفاعلية والتعليق الصوتي والمؤثرات السمعية والبصرية والموسيقي وغيرها.
هو إعلام بلا شك يواكب روح العصر ويقدم لنا وسيلة جديدة بمواصفات مغايرة تختصر الوقت والجهد والتكاليف ومراحل عديدة لإنتاج الرسائل الإعلامية 
كما أنها تعتمد علي فكرة الصحفي الشامل متعدد المواهب والمهارات والتطلعات.

وما بين طموحات التطوير والحوكمة وتطوير الأداء وإعادة الهيكلة والتحرر من القيود والمعوقات، ومخاوف التصفية والدمج تتزايد التوجسات والمخاوف، لدي أهل المهنة، وخاصة من العاملين في أجهزة الإعلام الرسمية كتليفزيون الدولة والمؤسسات الصحفية ، علاوة علي أهل ماسبيرو وسكان مدينة الإنتاج الإعلامي.

 كما يترقب أهل مصر حصاد استراتيجية التحول والتحديث والتغيير  وتأثيرها علي طبيعة وشكل ومضمون الإعلام المصري في المستقبل القريب، ومعها يعلو سقف الآمال لدي المواطنين نحو إعلام عصري متميز يعود للناس من جديد ليعايش همومهم وأفراحهم وأتراحهم ويتفهم أزمات الشباب مع المجتمع ورؤاهم للحياة والمستقبل !

وقد ألقي تأسيس كيان إعلامي جديد عبر مؤسسة خاصة وباستراتيجية شاملة  بحجر كبير في بحيرة الإعلام المصري الراكدة  ،وأثار العشرات من علامات الإستفهام حول مستقبل الإعلام المصري الرسمي ، الذي أصبح في خبر كان، بعد أن تقاذفته الأمواج والأنواء من كل جانب وأمسي مثقلا بالضعف والترهل وغياب المهنية ومثقلا بديون الماضي و الحاضر  وأصبح في حاجة ماسة للإصلاح، والتطوير والتطهير لمواجهة كافة التحديات وصناعة المنافسة الجادة في زمن الإعلام الرقمي الرحب والمنصات والبوابات الإلكترونية الضخمة، أو أن يطلق عليه رصاصة الرحمة إلي الأبد!!

والسؤال الأهم لماذا الإصرار علي بناء ودعم صروح إعلامية رأسمالية جديدة، وترك الإعلام الرسمي في حالة من الوهن والترهل ، رغم أنه يضم آلاف الكفاءات والموارد البشرية، والمؤسسات الإعلامية الرائدة.

كنت أتصور أن ينطلق مشروع الإصلاح بباقة من القنوات الدولية الجديدة برعاية ودعم  من المجلس الأعلي للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة ، بعد غياب أو تغييب الدور الوظيفي الإستراتيجي لوزارة الإعلام.
 وبكوادر وسواعد أهل الخبرة من أبناء ماسبيرو، و مدينة الإنتاج الإعلامي ، والإستفادة من الطاقات المعطلة بمختلف المؤسسات الصحفية الكبري والقنوات الإقليمية بدلا من طمسها وودأها للأبد ووقف بثها 
الفضائي ،وأيضا تطوير قنوات التليفزيون الرسمي للدولة وقنوات النيل شكلا وموضوعا.

والسؤال الذي يشغل بال الرأي العام هل نحن نريد إعلاما قوميا قويا؟! ، أم هي مقدمة للتصفية التدريجية للإعلام الرسمي بكافة روافده، والتخلص من أعبائه، وتعظيم دور الإعلام الخاص!؟!

الإجابة ربما تطرحها الأيام القادمة ،وفي تقديري أن الإصلاح الحقيقي لابد أن ينبع من العام إلي الخاص لا العكس مع الإستفادة بمزايا الفكر الرأسمالي، الذي يضمن توظيف كافة الموارد البشرية ،رفع الأداء وتطويره بحسابات الورقة والقلم ،مع تجنب عيوبه وسيطرته.

وفي خطوة جديدة للإعلام الخاص جاء الإعلان عن تأسيس  الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مؤخرا والإعداد لإطلاق قناة إخبارية عالمية من خلال استراتيجية للتطوير المستمر بالمجموعة، وتقديم قائمة من الخدمات للمواطن المصري عبر كبريات الصحف والقنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية وشركات صناعة المحتوى التابعة للمتحدة.
والهدف المعلن هو إصلاح منظومة الإعلام المصري والحفاظ على الهوية، ومواجهة السلبيات التي شهدتها المنظومة الإعلامية فيما سبق، والإجراءات التصحيحية التي تم اتخاذها في هذا الصدد.

كما يستعرض أسلوب إدارة إنتاج المحتوى بالقنوات التابعة للشركة، والأهداف المرجوة من البرامج التلفزيونية بمختلف أنواعها، وكذلك المحطات الإذاعي، فضلا عن تناوله لاستراتيجية إدارة المحتوى الدرامي والتخطيط لفتح أبواب صناعة الدراما أمام شركاء الإنتاج، وتوسيع قاعدة المشاركين في العملية الإنتاجية، واستمرار عملية ضبط الأجور والتكاليف الإنتاجية بما يحقق عدالة التوزيع داخل السوق الدرامي، واستقطاب المبدعين والمتميزين للارتقاء المستمر بالدراما المصرية، واستعراض التطور الذي حققته منصة WATCHiT على مدار ثلاث سنوات وكيف حققت قفزات هائلة في فترة زمنية محدودة و أيضا إنشاء  صندوق المتحدة لرعاية العاملين في صناعة الإعلام، كما استعرضت المتحدة، كذلك ملف حوكمة شركاتها وتطوير أنظمة الإدارة الحديثة، وخطة جذب المزيد من الإستثمارات للمجموعة من خلال طرح أسهمها في البورصة المصرية. 

لاشك أننا نرحب بدور الإعلام الخاص  في مسؤولية النهوض والإعلام وتصحيح مساره معالجة أخطائه
في إطار التعاون والتنسيق والشراكة ، بعيدا عن الهيمنة والمغالبة والمناطحة التي تخدم فكرة توجيه الرأي العام والتوحش الرأسمالي في عالم تتواري فيه القيم وتتراجع ، في مقابل تعاظم قيم النفعية والمصالح.!!
والحق يقال والمنطق المادي أن مؤسسات الدولة الإعلامية بمختلف روافدها المسموعة والمشاهدة والمقروءه كانت تحقق أرباحا وعوائد 
 إنتاجية ، علاوة علي ما كانت تحصل عليه من دعم سنوي من الدولة، أسهمت مع مرور الوقت في صنع أصول ومقدرات تقدر بعشرات المليارات ، إضافة لما صنعته من عشرات الكوادر والكفاءات التي أسهمت في تشكيل الرأي العام ووجدان وفكر وثقافة المواطنين.
لكن الإعلام  بحاجة لثورة شاملة جديدة تتضمن كافة عناصره ومحدداته لطبيعة المنافسات والمتغيرات محليا ودوليا وتغير نمط وشكل الوسيلة والرسالة وطبيعة القائمين بالإتصال ومتطلبات مسايرة العصر الرقمي المتنامية.

وأتصور أن فكرة صناعة الرسالة الإعلامية المتوازنة في زمن الإعلام الجديد لتؤدي وظيفة مجتمعية متكاملة ، هو أمر ممكن، لم يعد مستحيلا، علاوة علي تحقيق أرباح مقبولة تغطي  تكلفتها ،وتحقق هامشا من الربحية بما يضمن استمرارها وقوتها وتحررها وموضوعيتها، والتحفظ الوحيد هو التخلص المتدرج من الكيانات والكفاءات !!

د.خالدمحسن

ارسل رسالة

عدد المتابعيين: 1

صحفي وكاتب مصري وأستاذ إعلام

اليوتيوب: 4444

تويتر : 55555

الفيس بوك : https://www.facebook.com/profile.php?id=100037809018285

التعليقات

كن اول من يكتب تعليق

الدخول سجل حتى تستطيع ان تعلق

اضف مقالك لان
موقع الكتاب العرب
هى مساحة مفتوحة لمحبى كتابة المقالات و نشرها

تابعنا على :