رحلة شقاء حملة الماجستير والدكتوراه بسيناء

اعجبهم مقالك 1

 ✍  بقلم.. د.خالد محسن

ماذا يحدث في جامعة العريش ، ولماذا لا تشكل لجنة عليا من وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات لتقصي الحقائق وبحث مشكلات التعيين بمسابقة الكادر الخاص ٢١٠٨م، وهموم طلاب الدراسات العليا،وحملة الماجستير والدكتوراه من أبناء سيناء  والمقيمين بها ،الذين يعانون من ظروف استثنائية منذ سنوات عديدة ،والتي استدعت فرض حالات الطواريء والقيود الأمنية ببعض القري والمدن.

وقد تحمل أبناء شمال وجنوب سيناء من النخب المتميزة حاملي الماجستير والدكتوراه ويلات السفر ذهابا وإيابا ، لمختلف الجامعات المصرية للحصول علي الشهادة العلمية لتحقيق طموحاتهم والنهوض ببلدههم، وأنفقوا الكثير من الجهد والمال علي أمل حصاد قطف ثمار ما قدموه من مشقة وعناء وتضحيات ، هذا علاوة علي معايشة الظروف المعيشية الصعبة والمتغيرات الحياتية التي خلفتها مساعي الدولة المصرية لحفظ الأمن القومي ومحاربة الإرهاب مع صمود أهالي سيناء، والتضحية بأرواحهم واموالهم، فهم بحق حراس الحدود الأمناء للوطن الغالي. 

ومراعاة لهذه الظروف وللأبعاد الإنسانية والإجتماعية اتخذت الدولة بتوجيهات من رئيس الجمهورية قرارا في السنوات الأخيرة بتقديم منحة لطلاب الثانوية العامة والأزهرية، كاستثناء بنسبة ٥ ٪ تم تخفيضها مع الإستقرار النسبي إلي ٢٪.
وطالب مؤخرا سليمان الزملوط  نائب مجلس الشيوخ عن شمال سيناء بتعميم هذه المنحة لتشمل الشهادات التعليمية بمرحلة التعليم قبل الجامعي ،بما فيها التعليم الفني ( صناعي-تجاري -زراعي).

وقد وصلتني رسالة في هذا الشأن مفعمة بالمرارة والوجع ،ممهورة بتوقيع عدد من طلاب الدراسات العليا والحاصلين علي الماجستير والدكتوراه من جامعة العريش ومن مختلف الجامعات المصرية يطالبون فيها المجلس الأعلي للجامعات  بضرورة تعديل شروط التعيين بجامعة العريش ، وإعطاء الأولوية لأبناء سيناء والمقيمين بها ، والسماح لهم بالندب والإستئناء في التعيين، فأهل مكة أدري بشعابها وأولي من أبناء الوادي ، بعيدا عن المسابقات المشبوهة التي شابها الغموض والمحسوبية !

وأيضا يطالب بعض الموظفين من أبناء سيناء الحاصلين علي الماجستير والدكتوراه أثناء الخدمة برفع قيمة البدل إلي ٥٠٠ جنيه للماجستير وألف جنيه للدكتوراه ،أسوة ببعض القطاعات. 

 ويؤكد طلاب الدراسات العليا في سطور رسالتهم أن جامعة العريش أصبحت نموذجا محبطا لتعنت المسئولين بها، وخاصة بعض رؤساء الأقسام بكليات الجامعة وعدد من موظفيها وعجزهم عن إدارك رسالتها ودورها المجتمعي وخصوصيتها ومراعاة الظروف الأمنية وبعدها عن العاصمة والوادي!.

ولفصول الهموم والأوجاع صور أخري، منها المبالغة في الرسوم الجامعية ،مقارنة بجامعات عريقة كجامعة القاهرة التي أبقت علي المصروفات كما هي منذ عدة سنوات ، فقد تم رفع قيمة مصروفات الدراسات العليا لأكثر من 4 آلاف جنيه سنويا ومضاعفة الرسوم الإدارية الخاصة بنسب الإقتباس في الرسائل العلمية، وأيضا استحداث دورة التحول الرقمي بتكاليف مبالغ فيها ، وإلزام الطلاب بالحضور عدة مرات  وتكبد عناء السفر ذهابا وإيابا إلي مقر الجامعة بالعريش للتسجيل وحضور إمتحان الدورة، علاوة علي رفض المناقشات العلمية الماجستير والدكتوراه  ودورات الحاسب الآلي " أون لاين".

هذا علاوة علي عشرات المتطلبات لاستيفاء أوراق المناقشة و المنح ، وإجراءات معقدة للحصول علي نسخة من الشهادة العلمية، وضرورة الحضور شخصيا أو بتوكيل.
ويتعجب حاملو وطلاب الماجستير والدكتوراه من هذه التعقيدات ، وكأنهم من كوكب آخر، وكانت النتيجة الطبيعية أن قرر مئات الطلاب التحويل لجامعات أخري أو اتخاذ قرار بعدم تكملة الدراسات العليا، بعد استمرار المعاناة دون حلول جادة !!

والكارثة الكبري كانت إلغاء مسابقة تعيينات أعضاء هئية التدريس بمختلف كليات الجامعة، رغم مطابقة شروطها لمعظم المتقدمين من أبناء سيناء ومحافظات القناة المجاورة وخاصة محافظة الاسماعيلية والتي تحتضن كانت الجامعة الأم سابقا.

وقد تبين غياب الشفافية والحيادية في المسابقة حيث تم إرسال خطابات ترشيحات لطلاب بعينهم واستبعاد آخرين تنطبق عليهم شروط المسابقة دون إبداء أية مبرارات، رغم تحملهم عدة آلاف من الجنيهات لإعداد الأوراق المطلوبة للتقديم..

كما تم إلغاء انتداب بعض أبناء سيناء والإسماعيلية والإستعانة بمعيدين ومدرسين مساعدين وأساتذة من محافظات بعيدة في تصرف يثير عشرات علامات الاستفهام والإستجهان ، ودون إرساء قواعد العدل والقانون، وحفاظًا على مستقبلهم من الضياع!.

وقد بدأت مشكلة هؤلاء الباحثين، عندما أعلنت «جامعة العريش» عن حاجتها لأعضاء هيئة التدريس بعدد من الكليات لسد العجز بها، لأن الجامعة كانت شبه شاغرة، وتعتمد على الانتدابات ،وبمجرد نزول الإعلان، أسرع عدد كبير من حملة الماجستير والدكتوراه بتقديم أوراقهم،  في ديسمبر 2018،  في عهد رئيس الجامعة السابق أ.د حبش النادي، ولكن بعد توليّ أ.د. سعيد عبد الله لافي، منصب القائم بأعمال رئيس الجامعة، في سبتمبر 2020، فوجئ الباحثون بإلغاء الإعلان.

كما أرسل المرشحون تظلما للدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، لحل الأزمة ، وجاء الرد أنّ «هذا شأن داخلي للجامعة وعلى السيد رئيس الجامعة حل المشكلة بما يتوافق مع القانون وليس للوزارة دخل فيها».

وأكد الباحثون أنه تم صدور قرار تعيين معيدين بقرار مجلس جامعة سابق؛ وهو ما أعطى الإعلان تحصينا قانونيا من الإلغاء أو التجميد، وإذا تم إعادة طرح المسابقة من جديد فأين حق المتقدمين الذين تكبدوا عناء السفر مرات عديدة وقدموا أصول شهادتهم العلمية عندما لا ينطبق عليهم شروط الإعلان الجديد بعد مرور ثلاث سنوات؟!

وأيضا يشتكي الطلاب من عدم مراعاة ظروف أزمة كورونا وتفشي وباء العدوي ،التي تسببت في تعطيل الدراسة العام الماضي وتأجيل عشرات الرسائل والمشروعات البحثية دون تعويض الطلاب أو تقليل المصروفات ،وخاصة في كليات الأداب والزراعة والتربية .

وتساءل بعض طلاب الدراسات العليا .. كيف يتم تطبيق قرارات رفع المصروفات علي المسجلين القدامي قبل القرار، رغم أن بعض الجامعات المناظرة لم تطبق القرار بأثر رجعي، علي القدامي ؟!
ويطالبون فقط بالمساواة والإنصاف، كما حدث في جامعات مشابهه كالوادي الجديد وغيرها، وأن تتوقف الجامعة عن مجرد جباية وتحصيل الرسوم والأموال دون خدمات حقيقة !!

  أما أهالي الطلاب وأولياء الأمور فيتساءلون لمصلحة من تستمر رحلة الأشقاء ومتي ينتهي هذا العبث ويطالبون بتدخل د.مصطفي مدبولي رئيس الوزراء ، والمجلس الأعلي للجامعات وفتح ملف جامعة العريش ،وإيجاد حلول لتلك المآسي وتذليل كافة الصعاب وإقرار لوائح خاصة بها ولكافة الجامعات التي تقع في المحافظات الحدودية ، وإقرار حق التعيين وفرص العمل والتوظيف لأبنائها وأبناء المحافظات المجاورة لها، سواء بالتعيين أو التعاقد أو الإنتداب، ويطالبون فقط بالانصاف ورد الجميل لأبناء سيناء ومدن القناة الذين تحملوا الكثير ،وذاقوا الويلات،ومرارات الهجرة والحروب.

رفقا يا سادة بأهل وأبناء سيناء، وأعطوا كل ذي حق حقه ولكل مجتهد ما يستحق.

د.خالدمحسن

ارسل رسالة

عدد المتابعيين: 1

صحفي وكاتب مصري وأستاذ إعلام

اليوتيوب: 4444

تويتر : 55555

الفيس بوك : https://www.facebook.com/profile.php?id=100037809018285

التعليقات

كن اول من يكتب تعليق

الدخول سجل حتى تستطيع ان تعلق

اضف مقالك لان
موقع الكتاب العرب
هى مساحة مفتوحة لمحبى كتابة المقالات و نشرها

تابعنا على :